منتديات مياسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مياسة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين موسم الهجره وزقاق المدق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجنرال
عضو جديد
عضو جديد



ذكر
عدد الرسائل : 5
العمر : 34
المزاج : تدخين
رقم العضوية : 64
sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
تاريخ التسجيل : 27/06/2008

بين موسم الهجره وزقاق المدق Empty
مُساهمةموضوع: بين موسم الهجره وزقاق المدق   بين موسم الهجره وزقاق المدق I_icon_minitimeالسبت يوليو 05, 2008 9:50 am

Surprised
بابكر محمود النور
سألني: (لماذا لا تجد القضارف التي تعيش بين أهلها نفس القدر من الكتابة الذي وجدته وتجده كسلا من كتابة واهتمام ووله؟؟).
وبتواضع جم وصادق أقول: (لقد عملت في العديد من المدن، غير أنها لم تتح لي ما أتاحته القضارف التي صارت نقطة ارتكاز عزيزة لدى خارج دائرة كسلا، ووفرت لي مساحة للتأمل وترتيب الذات وفتحت شهية العقل الى الكتابة عن احداث وبشر عشت بينهم وتربطني بهم أواصر باقية (كما بقى شجر الحراز) وبالرغم من أنه لا توجد مقارنة أو وجه شبه (شكلا ومضمونا) بيني وبين الاديب العالمي الطيب صالح قامة وابداعا (أتمنى المغفرة على هذا التطاول) اتشبث بتصرف بمقولة للصحافي الناشئ آنذاك والذي كان مرافقاً (لجيش الغزو الثنائي) في معركة كرري صباح 2 سبتمبر 1898م ونستون شرشل والذي أورد المقولة في كتابه حرب النهر (كنت كحبة ارز امام عثمان دقنة) اما أنا فأقل من حبة سمسم امام قامة الأديب الطيب صالح.


الاديب الطيب صالح كانت لندن بالنسبة له نقطة ارتكاز هيأت له كل ظروف وفرص الانطلاق والكتابة عن احداث وبشر تربطه بهم وشائج الدم واللسان في شمالنا العريق ولا اظن أن انجليزيا واحدا سأله يوما لماذا لا تجد لندن التي تعيش بين اهلها نفس القدر والاهتمام الذي وجدته ود حامد؟
أقول ذلك بتواضع خجل، لأن الفرق بين القضارف ولندن مزهل لكن (كل واحد يعجبو الصارو) واعتقد ان الاديب الطيب صالح يحفظ للندن الفضل وهذا الفضل احفظه ايضا للقضارف التي لا امتن بما كتبته عنها ولسائلي العذر لعدم متابعته وله الشكر ايضا (فالمدفونز بتكسر المحرات).
كسلا عاصرتها وكنت (جاهلاً) وفي الكتابة عنها ما زلت (جاهلاً) والفرق لغوي واضح. ولكنني يمكن أن أكتب وبترف عن حي (الضريسة) والذي دعت دواعي التحضر أن يطلق عليه اسم حي (الميرغنية).
فالضريسة تربيت بين (صرفانها)، وبين أهلها.. كانوا لا يعرفون السفر ولا توجد كلمة (سفر) في قاموسهم اليومي بعضهم لم يعبر جسر نهر القاش غرباً حتى وفاته، كانوا دائماً يستمتعون روحياً بقطع المسافة بين حي الضريسة والختمية حاضرة السادة المراغنة سيراً على الأقدام لأكثر من ثلاث كيلومترات عبر (دوم) ود الرتالي من أجل التبرك والتقرب والشكر والعرفان للسادة المراغنة.
كان رأسمالهم الصبر وأعز ثرواتهم الخل الوفي بعد أن انتزعت الحكومة (بلدات) أجدادهم للصالح العام لتوزع قطعاً سكنية. لذلك لم يرثوا من أجدادهم شيئاً سوى شواهد القبور.
وجئنا، جيل ما بعد الحرب الكونية الثانية عبرنا جسر نهر القاش غرباً عرفنا محطة سكك حديد كسلا (سكة السفر القديم) ومنها عرفنا موانئ ومطارات ومدن غيبت فيها سلطنة (الضوء المولد) ضوء القمر.. وخاصة قمر (خمسطاشر) الذي نتذكره وقد نصب نفسه سلطاناً بين جبل التاكا وجبل مكرام. أنها لوحة تعجز أن تأتي بمثلها عبقرية الفن التشكيلي، وإن أتت بمثلها تعجز أن توفر بداخلها همس الخل الوفي وطيبة وسماحة الخلصاء. إنها لوحة في كسلا فقط، وليست في مكان آخر من العالم.. لوحة لا تتكرر ولا تقدر بثمن ولا تكفي خزائن الدنيا كلها للحصول عليها. هذا هو واحد من أسرار فتح شهية العقل والقلب للكتابة بزهو مترف ووله مبالغ فيه.
كسلا مدينة قديمة، عريقة ومعتقة عرفت ما قبل السلطنة الزرقاء أما حي الضريسة فهو من الأحياء الباكرة النشأة يكفي أنه نشأ بعد أن أسس (الختم الكبير) حاضرته (الختمية) عام 1821م عمرته قامات لا تتكرر من الرجال والنساء (حسن عناني– بت موسى– عوج الدرب– ختمية– أبو مبخوت– حسن مكين– علي بارياوي– روحه- دوكة– وأبو حوه) تظاهرة من البشر يمكن أن تصنف بالنماذج النادرة وفوق ذلك هم نتاج تمازج وخليط لبشر من كل بقاع السودان ودول القرن الإفريقي واليمن والحجاز والشام جذبهم الأمن والأمان الذي بسطته تعاليم السادة المراغنة فعاشوا بينهم سواسية لا فرق بين ميسور الحال أو مستور الحال. تحسب ميسورهم فقيراً من شدة تواضعه وتحسب مستورهم غنياً من شدة إيثاره.
هذا الخليط الذي تمازج عاصر ثورة الجهادية السود عام 1965م وحصار الأمير مصطفى هدل إبان الثورة المهدية وعانى من تضيق خناق أمير الشرق عثمان دقنة على المدينة حتى استسلمت.. كانوا شهوداً على دخول عسكر موسليني إبان الحرب العالمية الثانية.. تجاوزوا كل ذلك باعتصامهم بحبل الله أولاً ثم احتموا بحرم السادة المراغنة. هذا تاريخ، وكم هي عظيمة تلك المدن التي يكون التاريخ شاهداً عليها.
من اصطفاهم المولى عز وجل إلى جواره ما زال رجع صدى أصواتهم، ضحكاتهم وقع خطواتهم وأنفاسهم تتردد وتعاود.. منهم وهم كثر قدامى محاربي قوة دفاع السودان، الذين قامت على اكتافهم في ما بعد فرقة العرب الشرقية، تشربوا بثقافة الجندية حافظوا على سمو وعظمة الضبط والربط حتى بعد أن تركوا الجندية أو تركتهم لا فرق.
الضريسة لا يسقط من ذاكرتها ذلك الرجل الذي ساعد في بناء أكثر من نصف حيها بتوريده مادة البناء الأساسية (التراب) وترحيلها بعربته (اللوري بدفورد 46) من المحجر إلى الموقع، الراحل مدثر زين العابدين.. صاحب القامة المديدة والغليون الذي لا يطفئه إلا ليشعله من جديد يتابع حلقات دخانه وهو يمسح على شاربه الكث.. كان يعرف متى يكون مرحاً ومتى يكون صارماً فللمرح عنده حدود وللصرامة حدود.
الرياضي المطبوع الراحل عثمان شيخة الذي وثق منذ وقت باكر لكرة القدم بكسلا وآل يونس (إبراهيم، عبيد وعلي) الذين لا تعلم شمالهم ما قدمت يمينهم والجبرتي الذي استعان بالصبر والصلاة عبر رحلته بين اليسر والستر وذلك الذي يتساوى عنده الناس والأشياء (لكلك).
والمنزل الذي تتوقف عنده اجلالاً (سفينة) الطريقة القادرية في ذهابها للدعي أو إيابها، تنكس راياتها وتسكت طبولها ويترحم شيوخها على الراحل (شيخ حي الضريسة) آنذاك الشيخ عبد الله برير.. أنه نموذج من نماذج أدب وتقاليد الصوفية السامي. فلقد كان الشيخ عبد الله برير.. واحداً من الذين سلكوا طريق القوم... رحم الله الشيخ بلال الذي أشعل تقابة القادرية واشتعل وأضاء حتى احترق.
كان من زوار الحي الفنان الراحل إبراهيم الكاشف الذي كان يحرص كل ما قدم لإحياء حفل غنائي بكسلا أن يزور صديقه وزميل طفولته بمدني الحاج عثمان عليه الرحمة. كما كانت لا تكتمل متعة الراحل الفنان عبد العزيز محمد داود عند زيارته لكسلا إلا أن يمارس كل طقوس تناول وجبة (النيفة السميط) التي تتمتع بكل مواصفات الجودة العالية والتي تخصص واشتهر بها الراحل عطا المنان.
لكل في حي الضرسية قدره، مكانته وحوبته المقدرة.. آل أزرق، أبو عاقلة زعيم قبائل الشكرية بكسلا، الدنكلي، نبله، السروجي، برمودة، محمد أفندي محمود من الرعيل الذي أنتخب لأول برلمان سوداني، العم عبد الحليم، عوض الله، آل الصول علي عبد القادر، الجدري، الباهي، الشامي، آل علي الزين، الشاعر، بيرق، آل الشيخ حاج احمد، حريراي، ومهندس الطرق والمجاري (بالجربندية) والذي لم تغرق في زمانه المدينة خريفاً، الراحل عبد الله أبو جنه وآل أحمد يوسف وحسن على وآل بانقا.
ذاكرة جيلنا لا تسقط الأم الفاضلة.. ذات التقليد الراتب في كل عيد أضحى والذي يتمثل في إعداد كمية مهولة من (الشربوت) تعده خصيصاً لأبناء الحي. كانت تحرص على أن يستلم كل منا حصته شخصياً دون وسيط أو مرسال بذلك كانت تكتمل فرحتها بالعيد وقد صار ذلك التقليد طقساً نحرص عليه ونأتي من كل فج من فجاج البلد ونحن نستهدف شربوت( شيخه).
كما كنا نترقب الدعوة الكريمة (النوعية) من العم ود كرار في خواتيم عيد الأضحى لتناول وجبة إفطار (شايقي كامل الدسم) شربوت سبعة نجوم وقراصة اثنين بوصة مع البامية الفرك والشاي (الكارب) مع أغنيات الفنان الراحل النعام آدم التي لا يتوقف ترديدها أو إعادتها من مسجله الخاص. همس في أذني الأخ أمين عبد الحليم (بأن ود كرار لم يتبق له إلا إحضار موس أبو تمساح ويقوم بتشليخنا لا- ورا) لاحظ ذلك العم ود كرار ولمعرفته (بأفاعيل) أمين الذي يجيد فن (القطيعة الأخوانية) بأنه كان المستهدف بذلك الهمس فعلق مداعباً (ألما مننا يطلع).
هنالك تقليد حميم يبرهن على مدى الالفة ودفء العلاقات وحميميتها يتمثل ذلك التقليد في مناداة الذكور من أبناء الحي بتسماء أمهاتهم فتسمع مثلاً (فلان ود كاته، أو فلان ود التومة أو فلان ود الجودليه ود حدوه) وهكذا وقد كان هذا التقليد سبباً في اتخاذ احد الأعمام قراراً بالانتقال إلى حي آخر تحسباً من مناداة أبنائه باسم والدتهم.. لقد جاء القرار بعد أن سبق السيف العزل فلقد اشتهر أولاده ليس باسم والدتهم المباشر وهذا من حسن حظهم.. فلقد اشتهرت تلك الأم الفاضلة باسم والدها وصار أولادها يعرفون بـ(أولاد بت الفلاني).
كبار الحي من مواليد الثلاثينيات من القرن الماضي كانوا يتعصبون لتشجيع فريق الميرغني الرياضي بحكم انتمائهم للطريقة الختمية ومن هذه المنصة ينظرون لمن يشجع غير الميرغني (طريقة وفريقاً) وخاصة مشجعي فريق التاكا.. نظرتهم لتلك الجماعة التي لها موقفاً مناهضاً وعلانية للطائفية والأولياء والتوسل بهم في حين أن فريق التاكا من ضمن لاعبيه إذا استثنينا (قرماي الإثيوبي الأصول) وعبد الواحد وكتكو المجاهد (هذا قبل بدعة الرياضة الجماهيرية) لعب في فريق التاكا ليس من أبناء خلفاء السادة فقط بل من أبناء الأسر العريقة في حي الختمية بداية بـ(كشيب– عبد العزيز– وعمر عطا المنان وأحمد حاج إبراهيم) كما لعب ضمن صفوف فريق التاكا الراحل على صديق ابن الخليفة صديق عليهما الرحمة.
كما أن فريق الميرغني بالرغم من رئاسته التي تداولت بين الخليفة متولي أبو النجا وابن حي الختمية الراحل بابكر العمدة ومن أعمدته وحارسيه من الخلفاء (محمود صعايدي وصالح بيرق وآل عيسى وآل فقيري وخليفة النيل وآل مكرب)، كانت قاعدته العريضة من كل ألوان الطيف ويكفي أن من أشهر لاعبيه إخلاصاً وتفاني (اليوناني الأصل– استابرو جورجيو) ولا أعتقد أن اللاعب استايرو قد فكر يوماً أن يسلك الطريقة الختمية، كما لم تكن من بين طموحات والده المؤجلة (الخواجة جورجيو) أن يكون خليفة.
في موسم (الرجبية) يسهر الحي على إيقاعات طقس (الزار) الذي تقوم به (حصرياً) شيخات متخصصات في هذا المجال، بداية (بالعلق) و(فتح العلبة) و(نصف الكراسي) وهو عبارة عن حفلة تضم عدداً من النساء لا يتجاوز (20-50) امرأة وتستمر لمدة ثلاثة أيام و(الكرسي) هو الوليمة الكبرى التي تتم فيها مراسيم (خروف الزار) من (حنة) و(سيرة).
والمفهوم الأساسي لـ(الزار) أن هنالك ما يسمى بـ(أولاد ممه) وهم عبارة عن خيوط (إيقاع)، لكل خيط مفهوم.. ويعني أن هنالك شيئاً من اللاشعور ينتظر الوفاء ومن هنا كان الزار مفتاحاً لإشباع الرغبات.. وغيبياً يرتبط الخيط بالمريضة وله القدرة على المرض والشفاء فالأرواح التي تتقمص المريضة قابلة للتفاهم والتعامل، وتختلف الخيوط فمنها الحبشي، المماليك، الباشوات، جبل لأدو، الهدندوي، الحكيم باشا واللوليه.
وهنالك اليومية وهي حفلة صغيرة بقيادة ألشيخه وبخور ونزول مع إيقاع الخيط لمدة يوم واحد مكتمل الضيافة.
هكذا كان حي الضريسة عبر أكثر من قرن توارثه جيل بعد جيل، وكل جيل خليط من الخلاسيين والخلاسيات بنسب متفاوتة، تمازجوا على إيقاع في ساحة حرم نقى تعايشت فيه كل التناقضات المتقاطعة، التقوى والورع والتصوف تآخت بحكمه مع شهامة الفتوات والانفلات الفاضل والفوضى المروضة تحت ظل شجرة عشرة العمر.
كل ذلك كان كفيلاً بميلاد إبداعات لا تقل عن (موسم الهجرة إلى الشمال) للروائي الطيب صالح أو (زقاق المدق) للراحل الخالد نجيب محفوظ (إن وجدت المبدع الماهر).
هذا القليل الذي لا أجهله عن حي الضرسية الذي ما زال يحتفظ ببعض طعمه ونكهته وطقوسه وأبسط ما يقال عن أهله أنهم أهل الجميع، أهل لكل مغترب عن أهله و(زنبيش) الحبشية لم تقتلها الغربة ولم يكن الجوع من أسباب وفاتها إنها ماتت بـ(الذبحة). Surprised
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين موسم الهجره وزقاق المدق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مياسة :: اقسام اجتماعية :: قري ومدن سودانية-
انتقل الى: